وجد في القرآن الكريم إشارات عديدة للتعاون والتكافل في سياق الحديث عن التعاون والتعاضد لصالح المجتمع، وكمثال مشهور على ذلك تذكر سورة المائدة ما يلي
“وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”. صدق الله العظيم
(سورة المائدة – الآية 2)
إن أحد أشكال الحماية والمساعدة التي تمت ممارستها بموجب أول عهد في المدينة المنورة نص على أن يكون المهاجرون من قريش مسئولين عن قومهم وعن دفع الدية بالتضامن فيما بينهم والإفراج عن أسراهم بدفع الفدية، وتكون المعاملات بين المؤمنين على مبادئ الحق والعدل والمسئولية المشتركة.
إذا ألحق شخص أذى بشخص أو أدى إلى قتله وجب عليه، أو على مجموعة أشخاص عنه، بموجب المسئولية المشتركة، تعويض الطرف المتضرر نقدا أو عينا، ويسمى هذا التعويض “دية”. وحين يكون القتل عمدا وجب على من اقترف الفعل نفسه أداء الدية، ويسمح لطرف ثالث بدفع الدية (عقلة) فقط في حالة كون القتل غير متعمدا أو حين يكون عرض العقلة طوعيا. (موطئ مالك).
وقد صدرت فتوى من الدكتور يوسف القرضاوي تنص على أن التأمين الإسلامي جائز في حالة مساهمة كل مشارك في صندوق يقام لغرض مساعدة بعضهم البعض.
يهدف الإسلام إلى خلق نظام اجتماعي قائم على التآخي، وقد أكد النبي (صلى الله عليه وسلم) على مفهوم التعاون والتعاضد حين قال
” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”
كما قال صلى الله عليهم وسلم
المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه ولا يحقرنه”
كما جاءت إشارات أخرى في القرآن الكريم عن التعاون والتكافل كما يلي
الحماية
“(الله) الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف”. (القرآن – سورة قريش 106:4 )
التعاون
“المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في عون أخيه كان الله في عونه إلى يوم القيامة ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.” صحيح مسلم
التكافل – تقاسم المسئولية
” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”. حديث شريف – صحيح مسلم
” المؤمنون أخوة كالبنيان المرصوص يشد أزر بعضه بعضا”، صحيح مسلم
وقال الله تعالى عز من قائل
” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته أخوانا، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها، كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون” صدق الله العظيم ( القرآن – سورة آل عمران – الآية 103)
” إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلمكم ترحمون”. (القرآن – سورة الحجرات – الآية 10 )
“في الدنيا والآخرة ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح بهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم”. ( القرآن – سورة البقرة – الآية 220)
“والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلكم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون.” (القرآن – سورة الحشر – الآية 9)
“واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا.” (القرآن – سورة النساء – الآية 36)
الإشارات إلى المتطلبات الأساسية للتكافل في القرآن الكريم
يجب أن يتجنب نظام التكافل الربا والميسر (عنصر المقامرة) والغرر (عدم اليقين)
تجنب الربا
تستخدم أغلب أموال شركات التأمين التقليدي في نشاطات استثمار تخالف قواعد الشريعة الإسلامية. إنها تستثمر في شركات قد تكون تعمل في مجال أعمال لا أخلاقية وتبني أعمالها من خلال المشاركة في الربا. كما تقوم شركات التأمين بتقديم قروض مقابل بوالص التأمين وتتقاضى فوائد على هذه القروض. وهذا غير مسموح به بموجب عقد التكافل فالربا محرم في الإسلام، وفيما يلي نصوص جاءت في القرآن الكريم في هذا الخصوص: ” الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه لانتهى له ما سلف وأمره إلى الله من عاد فأولئك أصحاب النار فيها خالدون.” ( القرآن – سورة البقرة (2) – الآية 275)
“يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين. فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون.”
( القرآن – سورة البقرة (2) – الآيات 278-279)
تجنب الميسر
يقصد بالميسر القمار وأي نوع من أنشطة الأعمال التي تؤدي إلى ربح مادي ينتج من الصدفة أو الحظ أو الرهان أو الحدس. كمثال على ذلك، عدم اليقين من موعد استحقاق المنافع التأمينية في عقود التأمين على الحياة الصرفة تخلق نوعا من عناصر الميسر. ولذلك، يجب تحديد أساس التعويض مسبقا وبوضوح. وفي غياب ذلك، قد لا تمت عوائد بوليصة التأمين على الحياة بصلة إلى الأقساط المدفوعة حتى تاريخ الوفاة. وقد جاء في أحاديث صحيح مسلم بأن النبي صلى الله عليه وسلم حرم بيع ما يعرف “حبل على حبلى” وهو نوع من البيع يقوم شخص ما بدفع سعر بعير لم تولد بعد ولكن يتوقع أن تولد قريبا من بعير حبلى
أما الميسر فقد أشار إليه القرآن الكريم كما يلي
“يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون.”
( القرآن – سورة المائدة (52) – الآية 90)
تجنب الغرر
قد يوجد عنصر من الغرر أو عدم اليقين في بوالص التأمين العامة والتأمين على الحياة. إن أحد القواعد الرئيسية في العقد في الإسلام هو أن يكون واضحا (….). في العقد التقليدي يوافق المؤمن عليه أو حامل البوليصة بأن يدفع قسط تأمين معين لكنه لا يكون متأكدا (أو لا تكون متأكدة) من كيفية تحقيق منافع التأمين على الحياة
وطبقا للفقه الإسلامي فإن عنصر الغرر يبطل العقد إذا
احتوى عليه عقد مالي
كان أثره التعاقدي كبيرا جدا أو جوهري
لم تكن هناك حاجة حقيقية لذلك العقد
ولا يبطل العقد بسبب الغرر إذا تم تحقق الشروط التالية في العقد
وجود حاجة حقيقية لغطاء التأمين لحماية مصالح المؤمن عليه
عدم توفر مثل هذه الحماية إلا من خلال التأمين. ويتجنب التأمين الغرر أو عدم اليقين من خلال عقد تكافل قائم على مبادئ التعاون